هل الأصل في الراء التفخيم أم الترقيق؟

هل الأصلُ في الرَّاء التَّفخيمُ أم الترقيق؟
سؤال يَخطرُ في بال الكثيرين من طُلاب ومعلمي القرآن الكريم، هل أصلُ الرَّاء التَّفخيمُ أم التَّرقيق؟ ولكن قبل الإجابةِ على هذا السؤالِ لا بدَّ من توضيحِ عددٍ من الأمور المهمة.
مِن المعلومِ أن الحروفَ العربيةَ تقسَم من حيثُ اتجاهُ الصوتِ إلى قسمين: مستعليةٌ ومستفلة، أما الحروفُ المستعليةُ فهي سبعة أحرف: (خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ)، وأما الحروفُ المستفلةُ فهي باقي حروف الهجاء، وكما هو معلومٌ فإنَّ الحروفَ المستعليةَ مفخمةٌ دائما، أما الحروفُ المستفلةُ فتقسَم إلى مجموعتين: حروفٌ تفخَّم وترقَّق أحيانًا هي: (الألِف ولامُ لفظِ الجلالةِ والرَّاء)، وحروفٌ مرققَّةٌ دائمًا هي باقي حروفِ الهجاء.
ولو رجعنا إلى الرَّاء نجدُ أن لها ثلاثةَ أحكامٍ هي: التفخيم والترقيق وجوازُ الوجهين، فتفخَّم الراء في (8) حالات، وترقَّق في (4) حالات، ويجوزُ الوجهان في (2) حالتين.
وأما عن الأصلِ في الرَّاء؛ فبعضُ العلماءِ يقول إن الأصل فيها الترقيقُ على اعتبارِ أنها حرفٌ مستفل، أما القولُ الراجحُ – والله أعلم - فهو قول جمهورُ العلماءِ ومنهم الإمام ابن الجزري والشاطبي رحمهما الله حيث يقولونَ إن الأصلَ في الرَّاء التفخيمُ والسببُ هو أن الرَّاءَ غالبًا تكون مفخَّمة، فعدَدُ حالاتِ التفخيمِ (8) بينما حالاتُ الترقيق (4).
فضلا عن ذلك فإنَّ الألفَ ولامَ لفظِ الجلالة والراءِ - وهي الحروفُ المستفلةُ التي تفخَّم وترقَّق أحيانا - ليست متَّحدةً من حيثُ أصلُها بل تختلفُ فيما بينها، فالأصلُ في الألِفِ أنَّها لا توصَفُ بتفخيمٍ ولا بترقيق، والأصلُ في اللَّامِ الترقيق، أما الرَّاء فالأصلُ فيها التفخيمُ كما بَيَّنَّا.
- والله أعلم –
وللتَّعرُّفِ على حُكم الرَّاءِ على روايةِ حفصٍ عن عاصم بالتفصيل المصور ننصحكم بقراءةِ هذا المقالِ:
أفضل شرح لجميع أحكام الراء من كتاب التجويد المصور حصريا على موقع معلم التجويد